بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
في هذه التدونية أقدم بين يدي القارئ بحث مختصر عن أمنا عائشة رضي الله عنها.
خطــــــــــة البحــــــــــــــــث
مقدمة + طرح إشكالية
المبحث الأول : نسب عائشة رضي الله عنها.
1-1 :
إسمها.
1-2 : لقبها.
1- 3:
كنيتها.
1-4 : أمها.
1-5 أبوها.
المبحث الثاني : ظروف النشأة و العوامل المساعدة في تكوين شخصية عائشة
رضي الله عنها
2-1 :
ظروف نشأتها رضي الله عنها.
2-2 : علاقتها
مع الرّسول ﷺ.
2-3 : الجانب
العلمي لعائشة رضي الله عنها و كرمها.
2-4 :
خصائص السيدة عائشة رضي الله عنها.
المبحث الثالث: الدور السياسي لعائشة رضي الله عنها في الحضارة.
3-1 :
دورها السياسي في عهد الرّسول.
3-2 :
دورها السياسي في عهد الخلفاء الرّاشدين أبو بكر و عمر ابن الخطاب.
3-3 :
دورها السياسي في عهد عثمان ابن عفان و علي كرم الله وجهه.
3-4 :
وفاتها.
الخاتمة
1- نسب عائشة رضي الله عنها:
1-1 إسمها : هي عائشة و كان
الرّسول ﷺ يناديها أحيانا (عائش) ففي الصحيحين قالت : (قال الرّسول ﷺ) يا عائشة هذا
جبريل يقرئك السلام قلت : و عليه السلام و رحمت الله تعالى و بركاته.
1-2 لقبها : تميزت أم
المؤمنين (عائشة) رضي الله عنها بأن ظفرت من الرّسول ﷺ بألقاب تميزت بها عن سائر
المؤمنات من أزواج الرّسول ﷺ و لم تطلق على غيرها و لم يشاركها فيها أحد من أمهات
المؤمنين فقد ناداها الرّسول ﷺ (يا عائش) على الترنيم من العيش.
كما خاطبها
يقول (يا موفقة) و كثيرا ما نداها (يا بنت الصديق ، و يا بنت أبي بكر) و من
الألقاب التي أطلقها الرسول ﷺ (يا حميراء) تصغير لصفة حمراء ، يريد بذلك البيضاء. لأن العرب تطلق على
من هو أبيض بالأحمر لغلبة السمرة على اللون العربي[1] و ورد عن الرّسول ﷺ ما روته
منها ما روته أم سلمة قالت : ("ذكر النبي ﷺ خروج بعض أمهات المؤمنين ، فضحكت
عائشة رضي الله عنها . فقالت أنظري يا حميراء ، ألا تكوني (أنت) إلتفت إلى علي
فقال : إن وليت منا أمرها شيئا فأرفق بها".
1-3 كنيتها : قد طلبت أم
المؤمنين[2] عائشة رضي الله عنها من
النبي ﷺ أن تكون لها كنية كغيرها من أمهات المؤمنين ، فقال : تكني بابنك عبد الله
، يريد عبد الله ابن الزبير ، إبن أختها أسماء رضي الله عنها[3] ، و قيل أنها أسقطت من الرّسول ﷺ سقطا فسماه
"عبد الله"[4].
1-4 : أبوها : أبو بكر الصديق و في الجاهلية عبد الكعبة فسماه الرّسول
ﷺ[5] و هو عبد الله ابن عثمان ابن عامر بن عمرو بن
كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي ابن أبي قحافة خليفة
الرّسول ﷺ[6].
ولد بعد عام
الفيل بسنتين و نصف[7]
، و كان في الجاهلية رئيسا من رؤساء قريس[8] و من أعلامها و ساداتها.
1-3 - أمها : أم زومان بنت عامر
بن عويمر الكناينة[9] قيل اسمها زينب و قيل اسمها
دعد بنت عامر بن عويمر بن عبد الشمس بن عتاد ابن أذينة، بن سبيع بن دهمان ابن
الحارث بن غنم بم مالك بن كنانة ، و هي والدة عبد الحمن و أم المؤمنين عائشة (رضي
الله عنها) ، تزوجها أبو بكر بعد أن توفي زوجها ابن حارث الأزدي ، و كان حليفا
لأبي بكر الصديق رضي الله عنه[10].
2-1 : ظروف النشأة و العوامل المساعدة على تكوين شخصيتها:
كانت أثيرة أبو بكر تنعم بعيش الرغد و قد كان أبو بكر قبل الإسلام من تجار
مكة الذين لهم مكانة في قومهم ، قال ابن اسحاق : "كان أبو بكر رجلا تاجرا ،
ذا خلق و معروف و كان رجال قومه يلتفونه و يأتونه كونه معروف بحسن مجالسته و
تجارته و علمه[11].
و بعد لإسلام كان له فضل المال أخذ ينفقه في سبيل الله تبليغ دعوة الإسلام
يدل على ذلك ما ورد في قصة الهجرة لنبي ﷺ و أبي بكر الصديق رضي الله عنه - فقد ورد
أنه أعد للهجرة راحلتين و أن عامر بن فهيرة[12] كان
يرعى منحة من الغنم ، و أنّه حمل معه خمسة ألاف درهم أخذها معه ، كان هذا يدل على
أن أسرة أبي بكر لها مكانة مرموقة قبل الإسلام و بعده ، هذا ما جعل الرّسول ﷺ لا
يتردد في الزواج بعائشة رضي الله عنها ، هذا ما أكسبها مكانة عظيمة لدى رسول الله ﷺ
لمكانة أبي بكر رضي الله عنه[13].
كما كان أبو
بكر الصديق من السابقين الأولين دخولا في الإسلام[14]، و كان لهذا أثر على بقية
أسرته، فقد أسلمت زوجته بإسلامه و أسماء و عائشة رضي الله عنها.
3- حياة عائشة
رضي الله عنها في بيت الرّسول ﷺ:
3-1 علاقة
الرّسول ﷺ بعائشة أم المؤمنين:
لقد كان
الرّسول ﷺ يسرب إلى عائشة رضي الله عنها بنات لأنصار يلعبن معها و إذا شربت من الإناء أخذه فوضع فمه
في موضع فمها و يشرب ، و كان يتكئ في حجرها ، و يقرأ القرآن و رأسه على حجرها ، و
يريها الحبشة و هم يلعبون في مسجده و هي متكئة على منكبيه تنظر و سابقها في السفر على الأقدام مرتين و تدافعا في خروجهما من
المنزل[15] و
عمرو بن العاص سائل الرّسول ﷺ أي النساء أحب إليك؟
قال : عائشة ، قال
فمن الرّجال قال : أبوها"[16].
و في يوم من
الأيام اختلفت فيه عائشة رضي الله عنها مع سيد المرسلين ﷺ فقال لها : أترضين بأبيك
بيني و بينك؟ قالت نعم ، حضر الصديق فقال له ﷺ : أن هذه من أمرها كذا كذا ....
فقاطعته عائشة قائلة : إتق الله و لا تقول
إلا حق...؟
و لم يتمالك
الصديق نفسه فلطمها لطمة أدمت أنفها ، وانتهرها قائلا: و هل يقول الرّسول ﷺ إلا
حقا؟ و لم يكتف الصديق بذلك بل تناول جريدة يضربها بها ، فولت هاربة واحتمت بظهر
الرّسول ﷺ الذي قال لصديق : أقسمت بالله عليك : لما خرجت فإذا لم ندعك لهذا فلما
خرج قامت السيدة عائشة فتنحت إلى الرّسول ﷺ فقال أدني مني ........ فأبت.
فابتسم الرّسول
ﷺ وقال : لقد كنت قبل شديدة اللسوق بظهري .... إنها خلافات بسيطة كانت تمر ببيت
الرّسول ﷺ ثم سرعان ما يعود بعدها الصفاء و الوفاء و الإخلاص[17].
3-2 الجانب
العلمي لسيدة عائشة رضي الله عنها:
لم يقتصر دور
السيدة عائشة رضي اله عنها في الفقه و الأحاديث النبوية الشريفة، بل كانت على قدر
كبير من المعارف العامة و الخاصة في التداوي و علم الطب و هما تخصصان فيها الراسخون في العلم.
لقد كان عروة
يقول لسيدة عائشة رضي الله عنها يا أمتاه : لا أعجب من فقهك ، أقول زوجة نبي الله
و ابنة أبي بكر و لا أعجب من علمك بالشعر و أمام النّاس أقول ابنة أي بكر ، فكان
أعلم النّاس ، لكن أعجب من علّمك بالطب أين هو ، أو ما هو ؟ فضربت على منكبه فقالت
أي عرية إن الرّسول ﷺ كان يسقم عند آخر عمره ، و كانت تقدم عليه وفود العرب ، من
كل وجه فتنعت له الأنعات و كنت أعالجها له ، فمن ثم لم يرقط أحد أعلم بأية أنزلت و
لا فريضة ، و لا بسنة و لا يشعر و لا أروى له ، بيوم من أيام العرب و لا يتسب و لا
بقضاء و لا بطب ، من أين تعلمته فقالت :
أنها كانت تمرضه فينعت لها بشيء و يمرض المريض فينعت له ، و كانت تسمع النّاس ينعتوا
بعضهم بعض فتحفظه[18].
و كانت رضي
الله عنها سريعة الفهم و ساعدها هذا على المعرفة بالطب ، و كانت لا تتردد على طرح
الأسئلة على الرّسول ﷺ[19].
3-3 كرم السيدة
عائشة رضي الله عنها :
كانت أم
المؤمنين من أكرم أهل زمانها ، و لها في السخاء أخبار كثيرة ، فلم تبخل على
المحتاجين بشيء حتى و لو كان ذلك على حساب معيشتها.
فقد باعت عائشة
رضي الله عنها دار لها بمائة ألف ثم قسمت الثمن ، فبلغ ذلك ابن الزبير فغضب و أراد أن يحجز على أموالها فسمعت بالخبر فأغضبها
ذلك و نذرت ألا تكلمه أبدا ، فضاقت به الأرض حتى كلمته فأعتقت مائة رقبة.
و في مرّة
تصدقت بسبعين ألف و إنها لترقع جانب ذرعها رضي الله عنها ، و قد بعث ابن الزبير
بالمال في غرارتين ، يكون بمائة ألف فدعت بطبق و جعلت تقسم بين النّاس فلما أمست
طلبت من جارتها فطورها فردت عليها أم ذرة أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم، فقالت
لها : لم كنت ذكرتيني لفعلت[20].
و حينما بعث
معاوية إلى عائشة رضي الله عنها بطوق من الذهب في جوهر قوم بمائة ألف فقسمته بين أزواج
النبي ﷺ[21].
و كان للسيدة
عائشة رضي الله عنها غلاما و جارية ، أرادت أن تعتقهما فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ
فطلب منهما أن تبدأ بالغلام قبل الجارية و يروي أنها أرادت رضي الله عنها أن تشتري
جارية فتعتقها و أنهم إشترطوا ولائها فذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك لرسول
الله ﷺ فطلب منها أن تشتريها و تعتقها فإن الولاء لمن أعتق و خيره حين أعتقت[22].
3-4 خصائص السيدة عائشة رضي الله عنها :
تعددت و تنوعت خصال السيدة عائشة رضي الله عنها و فضائلها ، فقد كانت أحب إلى الرّسول ﷺ، و برّأها
الله مما رماها به أهل الإفك[23].
فهي التي تزوجها نبي الله ﷺ على تسع و أتاه الملك بصورتها في لفة ، و رأت
جبريل و كان ينزل الوحي على نبّي الله ﷺ و هو معها ، و كانت تغتسل معه في إناء
واحد و كان يصلي و هي معترضة بين يديه و
دفن في بيتها بعد أن قبض بين سحرها و نحرها في ليلتها و دفن في بيتها و لم
يشهده غيرها و الملائكة[24].
و فضلا عن ذلك هي من المبشرات بالجنة ، و هذا حين سألت النبّي ﷺ من أزواجك في
الجنة فقال : ألا إنك منهن فقالت : فخيل إلى أن ذلك لأنه لم يتزوج بكر غيري، كما أن
أباها كان أحب الرّجال إليه.
و كان لأم
المؤمنين فضل كبير و هذا القول للنبّي ﷺ " كمل من الرّجال كثيرون و لم يكمل
من النساء إلا مريم بنت عمران و آسيا امرأة فرعون، و فضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام[25].
و قد كانت أم
المؤمنين رضي الله عنها متواضعة صوامة ذات زهد و إيثار ، و فيما يخص التعبد فقد
ذكر قاسم ابن محمد و هو ابن أخيها أنه كان
يراها تطيل في الصلاة و تسبح و تقرأ "فمن الله عليها و وقاها عذاب
السموم".
و تدعو و تبكي و
كانت تقوم الليل و تصوم يوما و تفطر يوما[26].
كما أنها لا
تتأخر في تقديم النصائح و الوصايا لنساء ، و من بين النصائح التي قدتها أنها قالت
يوما لنساء و قد إجتمعنا عندها "يا معشر النساء التقين الله ربكن و بالغن في
الوضوء و أقمن صلاتكن و أتين زكاتكن طيبة بها أنفسكم و أطعمن أزواجكن فيما أحببتن
أو كرهتن.
4- الدور
السياسي لعائشة رضي الله عنها في عهد الرّسول و الخلفاء الراشدين.
4-1 دورها
السياسي في عهد الرّسول ﷺ:
لعب عائشة رضي الله عنها دور الزوجة المثالية و دورها في مساعدته في الحرب[27] و ذلك بمرافقته في كلّ الغزوات متى سنحت لها
الفرصة ، و أيضا شاركت الرّسول ﷺ في الندود عن الدولة الإسلامية و إرساء قواعدها ،
ففي غزوة أحد كان لها دورا مساندا للجيش فكانت إحدى القائمات في تزويد الجنود بما
يحتاجون إليه و سقي المصابين و معالجتهم روى أنس ابن مالك[28] (رضي الله عنه قال لقد
رأيت عائشة بنت أبي بكر الصديق و أم سليم و إنهما مشمر كأن أرى سوقهن تنقلان القرب
على متونـهنة ثم تفرغانه في أفواه القوم ).
استأذنت
الرّسول ﷺ بإشراكها الفعلي في الجهاد ، فقال ﷺ (جهادكن الحج).
بالإضافة أن
عائشة مثلت دورا هاما داخل بيتها فكانت تعمل على تقوية العزيمة لرسول لمواصلة
تبليغ الدعوة و الجهاد.
4-2 دورها في
عهد أبي بكر الصديق:
كان أبي بكر الصديق يرجع إلى عائشة رضي الله عنها في الأمور الشرعية ، كان
يرى أنّها أقدر من غيرها على إبداء الرأي و على المقارنة و الاستنتاج.
و كان لها دورا بارزا في عهد أبي بكر الصديق، فقال محمد ابن أبي بكر ، كانت
عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر و عمر و عثمان إلى أن ماتت يرحمها الله.
4-3 دورها السياسي في عهد عمر ابن الخطاب[29]:
لقد عظم دورها في عهد عمر ابن الخطاب فهو قائل عنها أنها حبيبة الرّسول ﷺ ، بنما انه
ميزها عن سائر أمهات المؤمنين، بمنحه إياها ضِّعف ما منحهن من العطاء.
و في خلافة عمر قدم لها درج من الجوهر في العراق فقال لأصحابه تدرون ما
ثمنه فأجابوه بلا و كم يعرف كيفية تقسيمه فأرسل به إلى عائشة و ذلك لمعرفة مدى حب
الرّسول ﷺ
لها فقالت (لماذا فتح الله على ابن الخطاب بعد الرّسول ﷺ).
4-4 دورها
السياسي في عهد عثمان ابن عفان:
لقد قام عثمان
ابن عفان رضي الله عنه[31] في خلافته ببعض المواقف
التي يرضى بها الناس ، و اعتبروه مخطئا و لكن بقي على رأيه لإعتقاده أنّه لم
يتجاوز شرع الله فيما يعمل.
طلب النّاس من
أم المؤمنين عائشة التدخل في هذا الإختلاف ، فطلبت من عثمان العدول في تصرفاته و
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
«كان النّاس
يتجنون على عثمان و يزرون على أعماله و يأتوننا في المدينة فيستشيروننا فيما
يخبروننا عنه، و يرون حسنا في كلامنا في صلاح بيهم ، فننظر في ذلك فتجده ، بريا،
تقيا وفيا ، و نجدهم فجرة كذبة، يحاولون غير ما يظهرون......».
و لقد كانت
علاقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و عثمان مليئة بالإحترام و التقدير و كانت
تدافع عنه ، ولما سمعت أنّ بعض النّاس ينالون من عثمان ، غضبت غضبا شديدا و قالت :
«لعن الله من لعنه.......»
و عند مقتل
عثمان في ذي الحجة من تمام عشر خلت منه[32] و كانت أم المؤمنين قد قضت
نسكها و كانت راجعة إلى المدينة ، ثم بلغها قتل عثمان ، فيقال أنّها غضبت غضبا
شديدا ، استبشاعا لهذه الجريمة واعتبرت ذلك شيئا غريبا[33].
و لقد إتهمت أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها بتحريضها على قتل عثمان و ذلك عندما كانت راجعة في
طريقها إلى مكة و إلتقت بعيد بن أم كلاب و الذي قال فيها[34]:
فـــــــمــــنـــــك
البــــــــــداء و مــــــــــنـــــــــــك الــــــغير
|
و منك الريـــــــــــــــــاح
و منك المطـــــــــــــر
|
|
و أنت امــــــــــــرت
بــــــــقــــــــتــــــــل الإمــــــــــــــــــــــــام
|
و قــــــــــــــلــــــــــت
لنــــــــــــــــــــــا إنـــــــــــــه قد كفــــر
|
|
فـــــــــمـــــــــــــيـــــــــــنــــــــا
أطـــــــــــعــــــــــنــــــــــــــاك في قتله
|
عــــــــــــــــــــنـــــــــــــــــــدمـــــــــــــــــــــا
مــــــــــــــــــــــــــــن أمــــــــــــــــــــــــــــــر
|
|
و لم يسقط
السقف من فوقنـــــــا
|
و لم تنكشف
شمسنا و القمـــــر
|
|
و قـــــــــــــــــــــد
بــــــــــــــــــــايع النّــــــــــــــــاس ذا ندرأ
|
يـــــــــــــــزيـــــــــــــــــــل
الشبــــا و يقيم الصغر
|
|
و يـــــلــــــــــبـــــــــــــــــس
للحـــــــــــــــــــرب أثــــــــــــوابهـــــــــــــا
|
و مــــــــــا
من وفى مثل من قد غدر
|
[35]و عند سماع أم المؤمنين
لهذا الإتهام أبطلته و أنكرته و قالت : «تركتموه كالثوب النقي من الدنس ، ثم
قتلتموه» ، و قال لهم أحدهم هذا عملك أنت كتبت لنّاس تأمريهم أن يخرجوا إليه.
فقالت لا و
الذي آمن به المؤمنون و كفر به الكافرون ، و كتبت السوداء في البيضاء حتى جلست
مجلسي هذا[36].
4-4 دورها السياسي في عهد علي بن أبي طالب:
بعد مقتل عثمان ابن عفان طلب لأحذف بن قيس[37] ، من أم المؤمنين رأيها في
من يبايع فقالت : عليا[38] فقال : أتأمريني و ترضينه لي؟
قالت : نعم ، وقد قام بمبايعته بالمدينة.
و قد اجتمع المهاجرون و الأنصار فيهم طلحة و الزبير فأتوا عليا فقالوا:
يا أبا حسن هلم نبايعك فقال : لا حاجة لي في أمركم ، أنا معكم فيمن إخترتم
، فقد رضينا به فأختاروا و الله فقالوا : ما نختار غيرك.
و قد اختلفوا إليه بعد مقتل عثمان
رضي الله عنه، مرارا ثم أتّوه في آخر ذلك فقالوا له أنّه لا يصلح لنّاس إلا بأمره
و قد طال الأمر فقال لهم إنّكم قد اختلفتم إلي و أتيتم و إني قائل لكم قولا
"إن قبلتموه قبلت أمركم ، و إلا فلا حاجة لي فيه ، قالوا : ما قلت من شيء
قبلنا إن شاء الله و قد صعد علي المنبر و
استعصى فلم يعفوه فبايعه أولا طلحة ، ثم لحق طلحة و الزبير بعائشة رضي الله عنها
بمكة.
5-وفاتها :
بعد مسيرة طويلة و غنية بالأحداث في حياة السيدة عائشة رضي الله عنها حان
وقت الرحيل إلى الرفيق الأعلى ، و عند مرضها جاء عبد الله بن عباس يستأذن على
عائشة ، و كان عند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فرفضت مقابلته ، و قالت
دعني من بن عباس[39]
، فقال لها عبد الله يا أماه ، "إن ابن عباس من صالح يسلم عليك و يودعك"
فأذنت له بالدخول فقال لها ابن عباس أبشري ، فما بينك و بين أن تلقي محمد ﷺ و الأحبة إلا
أن تخرج الروح من الجسد ، و كنت أحب نساء لرسول ﷺ.
و لم يكن
الرّسول ﷺ إلا طيبا و سقطت قلادتها ليلة الأبواء فأصبح لرسول الله ﷺ و أصبح النّاس
و ليس معهم ماء، فانزل الله آية التيمم ، فكان ذلك بسبب عائشة ، و انزل الله
براءتها من فوق سبع سموات.
فهناك من يقول
أنّها توفيت رضي الله عنها سنة سبعة و خمسين للهجرة[40].
و قيل أيضا أنّها ماتت في ثماني و خمسين للهجرة في رمضان.
في ليلة الثلاثاء لسبع عشر خلت من رمضان ، و لها سبعة وستون سنة. و قد بقي
لها ابن عمر رضي الله عنه فبلغ ذلك معاوية فقال له أتبكي على إمرأة ؟ فرد عليه
إنما أبكي على أم المؤمنين.
الخاتمة
و يمكن القول في الأخير أنني بواسطة دراسات متواضعة لحياة السيدة عائشة رضي
الله عنها ، إلتمست بعض جوانب الشخصية لعائشة.
فلم أستطع أن أأتي بالقدر المطلوب لأنني أتحدث عن شخصية قوية و بارزة و فخر
للعرب كونها إمرأة وزوجة الرّسول ﷺ التي تميزت بميزتها الإيجابية و ذلك نظرا
لأخلاقها و علمها و فقهها ، فقد اعتبرت مرجعا مهما في اللغة و الحديث و كان معظم
الصحابة يعودون إليها في أمور دقيقة، و حتى الخلفاء الأوائل في صدر الإسلام مثل
أبو بكر الصديق و عمر و عثمان و علي ابن أبي طالب و معاوية رضوان الله عليهم.
و كان لها مواقف سياسية و عسكرية أهمها (موقعة الجمل) و كان السبب الحقيقي
وراء خروجها هو المطالبة بالقصاص إثر مقتل عثمان و ليس محاربة علي كرّم الله وجهه
كما يروج ذلك بعض المؤرخين.
كما أن عائشة رضي الله عنها تعرضت لقذف و السب و الشتم من قبل فرق شيعية و
التي ترمي بتهم شنيعة ، فكيف ذلك و هي التي قال فيها الرّسول ﷺ "فضل عائشة على النّساء كفضل الثريد على
الطعام". و كيف يقول عليها من أهل النّار و هي زوجة الرّسول ﷺ في الجنّة.
[5] ابن عبد البرّ : لإستعاب في معرفة الأصحاب ،
تحقيق علي محمد يحياوي (ط1، دار الجبل، بيروت 1992) مجلد 3 ص96.
[6] العسقلاني بن حجر : الإصابة في تمييز الصحابة
(دار الكتاب العالمية ، بيروت) المجلد 2، ج 3 ، 4 ص 101.
[17] محمد
صالح الصديق : مواقف من حياة الرّسول صلى الله عليه و سلم (د.ط دار الكتب
الجزائر 1987) ص 61.
[37] الأحذف بن قيس بن معاوية الهيمي السعدي : إسمه
ضحاك أدرك النبي ﷺ و لم يجتمع به كان يضرب بحلمه المثل إعتزل
الفتنة و في سنة 67 هـ من الاصابة ج1، ص100.
[38] علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبو الحسن ، أول
الرجال إسلاما ، ولد قبل البعثة بــ 10 سنين توفي في حجر الرّسول ﷺ و زوجه بفاطمة ابنته ، استشهد سنة 40هـ ، في الاصابة ،
ج2، ص507.
لتحميل البحث بصغة وورد إضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق